يوم عرفة
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم عرفة هو يوم عظيم ومبارك في الإسلام ويصادف يوم 9 ذي الحجة من كل عام، وهو يوم الوقوف بعرفات وهو من أكبر الأعمال الحجية التي يجب على كل حاج وحاجة أدائها، إذ يعتبر هذا الوقوف من أهم الأركان الخمسة في الحج بعد الشهادة والصلاة والزكاة والصيام.
يوم عرفة له مكانة عظيمة في الإسلامِ إذ أنه يتعرض خيمة هذا اليوم؛ حيث إنه يوم الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، وفيه يسعى المسلمون لتقربِ أنفسهم إلى الله عز وجل والاستجابة لدعائهم والتعرف أكثر على دينهم. و يتحلى هذا اليوم بمزايا كثيرة، بينها أنه يوم الراحة الأخيرة لحجاج بيت الله الحرام قبل الوصول إلى مشعر منى حيث يبدؤون رمي الجمرات وذبح الهدي.
و يستدل أصحاب الرأي والفقهاء في أن يوم عرفة يستوفي أربعة أحوال؛ الأول هو الحاج والحاجة وهم بعرفة، والثاني هو الفاضل الذي ترك الحج وصام ودعا في بيته، والثالث هو الصائم في مكان آخر خارج عرفات، والرابع هو الجاهل المكثر من الدعاء بلا وقف على عرفات.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يُكفَّرُ العَامِلُ بالأَجرِ المُتوقَّعِ، وسيكون للصائمِ فَرَحُانٌ يَومَ فِطرِهِ، وسيكونُ للذي صَامَ للهِ تَعَالى عِندَ وُقوفِهِ يَومَ عَرَفَةَ وَقفَةٌ يَغفِرُ اللهُ لَهُخطايَاهُ جميعها ما قبلَ ذَلِكَ، وتَجْزَى لَهُ بِجَزاءٍ مَوفورٍ”.
و مع ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صام يوم عرفة، غُفِرَ لَهُ ما بَينَهُ وبَينَ اللهِ سُبحانَهُ وَتَعَالى السنة الثابتة والمَسْتَحِسَرَة”.
علاوة على ذلك، يشتهر يوم عرفة بصلاة التجرد، والتي تُصلي بعد الظهر، وهي صلاة تجسد المعنى الحقيقي للوقوف بين يدي الله، تتمثل في الخشوع والتضرع إلى الله والاستغفار، والرجاء في مغفرة الذنوب والسعي للمغفرة، وتذكير النفوس بأن من توكل على الله فهو الغني، وأنه يوفق المؤمنين الصالحين في أمور دنياهم وآخرتهم.
ويمثل يوم عرفة فرصة للمسلمين جميعاً للتوبة والاستغفار وتحصيل الثواب، إذ يشتهر يوم عرفة بالرحمة والمغفرة والتسامح، ولذلك يجب على كل مسلم ترك المعاصي والذنوب وشرع في التوبة منها.
و بالإضافة إلى ذلك، يعتبر يوم عرفة مناسبة مميزة للتبادل التهاني بين المسلمين، حيث يتوجه المسلمون هذا اليوم بأجمل الأدعية والتبريكات لبعضهم البعض، سائلين الله عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبة العظيمة أعواماً عديدة ونحن في أفضل حال.
ولاكن ما اجر العمل في يوم عرفات
تعد يوم عرفة من أهم الأيام في العام الهجري الإسلامي، حيث يتجه المسلمون من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج والوقوف على جبل عرفة، وهو اليوم الذي يقع في التاسع من شهر ذي الحجة، ويشكل فضل العمل يوم عرفات من أهم الفضائل التي يحث عليها الإسلام.
يوم عرفة عبارة عن يوم الوقوف على صعيد جبل عرفة في مكة المكرمة، ويأتي هذا اليوم بعد انتهاء يوم التروية وقبل يوم العيد، ويعتبر هذا اليوم فضيلة عظيمة في الإسلام، حيث ينتظر المسلمون هذا اليوم بفارغ الصبر ويسعون إلى الذهاب إلى مكة لأداء الحج.
في هذا اليوم يتوجّه المسلمون إلى صعيد جبل عرفة، ويقفون على قمّته لأكثر من ساعتين، ويتم الدعاء والاستغفار، وهذا الوقوف هو أهمّ ركن في الحج، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:” الحج عرفة”، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: “الأعمال اليوم تُعرض على الله تعالى، فما أفضلها أن يُنجي الله بها من النار”.
ومن الفضائل التي يتحققها المسلمون في هذا اليوم هي الغفران، حيث يتحول هذا اليوم إلى فرصة كبيرة لطلب الغفران والتوبة من الذنوب، فالله سبحانه وتعالى يتيح للعباد الذين يقفون في هذا اليوم ويرفع لهم الذنوب ويغفر لهم، وقد روى النبي صلى الله عليه وسلم قال:”الله تعالى يأخذ بالعهد يوم عرفة على المُشركين من قبل نسائهم وأموالهم ودينهم فاخلعوا ثياب العهد تُخلعونها بحرارة الشمس”، وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى يتعهد بالغفران والرحمة في هذا اليوم.
ويتضمن فضل العمل في يوم عرفة أيضاً الأجر الجزيل، ففي هذا اليوم تتضاعف الأجور وتتكاثر الحسنات، فالله سبحانه وتعالى يضاعف البر والإحسان في هذا اليوم، وقد روى النبي صلى الله عليه وسلم قال:” يوم عرفة تغفر الذنوب المؤمنين، ويميز الله في هذا اليوم الأشدّاء في العمل، فمن كان يُريد الأجر فليُثقل في عمله، فإنه يسير مجاهد في سبيل الله”، وبذلك يتحصل المسلم في هذا اليوم على الأجر والثواب الكثير.
ويوم عرفة أيضاً يتضمن فضل الثناء، حيث ينبغي للمسلمين في هذا اليوم أن يثنوا على الله سبحانه وتعالى ويشكروا له على نعمه، فالله تعالى قال:”فاذكروني أذكركم”، فربما كان ثناء المسلمين في هذا اليوم هو سبب الغفران والرحمة لهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فضل العمل يوم عرفة يتضمن الأمن والقرب من الله سبحانه وتعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:” يحرم على الله يوم عرفة قبل أن يخرجوا اهل عرفة”، وبذلك يتحقق الأمن والسلامة في هذا اليوم، وينعم المسلمون بالقرب من الله سبحانه وتعالى.
و يعد فضل العمل يوم عرفة من أهم الفضائل التي يحث عليها الإسلام، فهو يوم مبارك وكريم، ويتضمن الغفران والثواب الجزيل، وإنما يتحقق ذلك بالاستغفار والدعاء والعمل الصالح، ومن يعمل بجد في هذا اليوم سيستفيد بالتأكيد من فضله، وسيحظى بالرحمة الإلهية، لذلك يجب على المسلمين السعي في هذا اليوم العظيم للبحث عن فضل الله والمباهاة بالأعمال الصالحة
