صحة و جمال

مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن وتأثيره على صحة القلب والجسم

أمراض القلب-نزيف المخ-الجلطات

ارتبط عالميا ولسنوات عديدة مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن وهو أحد أهم الأمراض المزمنة وأكثرها شيوعا بعرض الصداع، وكانت المفاجأة عندما صرحت استشاري الصحة العامة والتغذية دكتورة نيللي شمس في لقاء لها مع أحد أطباء القلب المصريين، بأن ضغط الدم قد يظهر من دون أعراض أو مضاعفات، وقد يتم اكتشافه على سبيل الصدفة، عن طريق إجراءات المسح للبحث عن الأمراض المزمنة الغير سارية.

لذا يُطلق على ارتفاع ضغط الدم المزمن  اسم القاتل الصامت، وذلك لارتفاع معدلات الوفيات بسبب الاصابة به دون تشخيصه، بل تكون المضاعفات وقتها هي السبب الرئيسي للوفاة، نتيجة ارتفاع شديد في ضغط الدم الشرياني وقصور شديدة في عضلة القلب، نتيجة للاعتلال الذي أصابها، وقد يكون النزيف الحاد هو السبب، عندما يظهر في صورة نزيف بالمخ على سبيل المثال لا الحصر.

 المقصود بارتفاع ضغط الدم المزمن:

حالة مرضية مزمنة، غالبا تبدأ على مدار سنوات دون تشخيص، يرتفع فيها ضغط الدم الشرياني، ينتج عنه إجهاد في عضلة القلب، يظهر غالبا كمرض مزمن لدى البالغين، لكنه قد يصيب صغار السن وحتى الأطفال أيضا.

 

الأعراض:

غالبا ما يكون بلا أعراض أو مضاعفات.

 

وأحيانا تظهر الأعراض في صورة:

صداع، إجهاد عام واعياء، دوخة، ميل للقيئ، نزيف

 

أنواع  ارتفاع ضغط الدم المزمن

يوجد نوعان لمرض ارتفاع ضغط الدم المزمن وهما:

 

  1. ارتفاع ضغط الدم المزمن الأولي

هو الأكثر شيوعا، ينتشر بين المصابين بنسب عالية تتخطى ٩٠% وبدون أسباب واضحة.

 

  1. ارتفاع ضغط الدم المزمن الثانوي:

نادر الحدوث، حيث تتراوح نسب حدوثه بين ٥-١٠%

ويظهر كنتيجة لمرض آخر مثل:

  1. أمراض الكلى الحادة والمزمنة.

الخلل الهرموني.

  1. السمنة المزمنة وفرط زيادة الوزن.

بعض المتلازمات.

 

عوامل الخطر:

هم مجموعة من الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن نتيجة بعض العوامل، مثل:

التقدم بالعمر:

خاصة بعد الأربعين، حيث تقل كفاءة عمل الشرايين والقلب، وكذلك الجهاز الدوري بصفة عامة.

 

زيادة الوزن أو السمنة.

والتي أثبتت الدراسات والأبحاث مما لا يدع مجالا للشك أنها الأصل وعامل الخطر الأساسي في أغلب الأمراض المزمنة، حيث تطلق الخلايا الدهنية دلالات التهابات، تعمل على زيادة النشاط الالتهابي في الجسم.

الذي يعد المحرك الرئيسي لكل الأمراض المزمنة، بداية من مقاومة الأنسولين والسكري وتكيسات المبايض، أمراض القلب والشرايين، وحتى ارتفاع ضغط الدم المزمن، وبالطبع الشيخوخة المبكرة والأمراض السرطانية والهرمونية المختلفة.

قلة النشاط الجسدي.

حيث تتسبب بشكل مباشر في زيادة الوزن والوهن العام، وضعف عضلات الجسم المختلفة، مما يضعف الصحة العامة وقدرة الجسم على الحرق، وبالتالي زيادة الوزن والسمنة وتوابعها من نشاط التهابي وأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم المزمن.

التاريخ الوراثي.

الوراثة تلعب دورا كبيراً في الاصابة بالأمراض المختلفة، فالأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للأمراض يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة، كذلك التاريخ الوراثي أو العائلي.

التدخين والكحوليات.

بصفة عامة أسلوب الحياة الغير صحي يجعل أصحابه أكثر عُرضة للعديد من الأمراض المزمنة، وكلما زاد عدد عوامل الخطر لدى الشخص، كلما زادت فرصة إصابته بالمرض.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم المزمن:

تظهر المضاعفات بشكل خطير في حالتين:

  • عدم التشخيص.

ضغط الدم المرتفع غير المسيطر عليه بالأدوية أو نمط الحياة الغير صحي.

أما المضاعفات فتظهر كما يلي:

  • اعتلال عضلة القلب، قد يصل لتوقفها.
  • فشل وظائف الكلى، قد يصل لفشل كلوي مزمن.
  • نزيف بالمخ.
  • جلطات.
  • السكتات القلبية والدماغية.

كيفية الوقاية منه:

يأتي نمط الحياة الصحي على قائمة أفضل طرق الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم المزمن، ويتمثل ذلك فيما يلي:

  • اتباع عادات غذائية صحية.
  • السيطرة على مؤشر كتلة الجسم.
  • فقدان الوزن الزائد.
  • الإقلاع عن التدخين والكحوليات.
  • نشاط جسدي منتظم بشكل يومي.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الحرص على تناول الخضروات والفواكه الطازجة، وكذلك المشروبات العشبية الصحية التي من شأنها الحفاظ على معدلات ضغط الدم والصحة العامة.

كيفية علاج فرط ضغط الدم؟

يمكن للعلاج الدوائي مع تغيير نمط الحياة للنمط الصحي السيطرة على ارتفاع ضغط الدم المزمن من خلال الأدوية، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:

حاصرات بيتا:

والتي تعمل على تنظيم ضربات القلب، فتجعل ضربات القلب أبطأ وقوتها أقل، مما يعمل على التقليل من كمية الدم التي تُضخ من خلال الشرايين مع كل ضربة قلب.

مدرات البول:

والتي من دورها مساعدة الكلي على التخلص من الصوديوم الزائد في الجسم، ومن خلال خروج الصوديوم، يتم انتقال السوائل الزائدة في مجرى الدم إلى البول، مما يساعد على خفض ضغط الدم.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين:

تعمل مثل هذه الأدوية في مساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء، والذي يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم.

حاصرات قنوات الكالسيوم:

فاعلية هذا النوع من الأدوية يكمن في منع الكالسيوم من دخول خلايا عضلات القلب، والذي يؤدي إلى التقليل من ضربات قلب وقوتها، وبالتالي انخفاض ضغط الدم، كما تعمل هذه الأدوية أيضا على استرخاء عضلات الأوعية الدموية.

ناهضات ألفا -2:

أما فاعلية هذا النوع من الأدوية تختلف قليلا عما سبق، حيث تعمل تضييق الأوعية الدموية، وبالتالي تساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء، مما يؤدي بالنهاية لخفض ضغط الدم.

تغذية مرضى ضغط الدم:

وعن التغذية الصحية المثالية لمرضى ارتفاع ضغط الدم المزمن، صرحت استشاري الصحة العامة والتغذية العلاجية دكتور نيللي شمس ببعض التوصيات والتي من شأنها السيطرة على معدلات ضغط الدم المرتفع، للوصول إلي معدلات منتظمة وتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة.

حيث يمكن الوقاية من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم المزمن المحتملة والخطيرة، والتي قد تصل للإغماء ونزيف المخ والسكتات القلبية والدماغية والموت المفاجئ، وذلك من خلال النظام الغذائي، وعن أهم التوصيات فيجب اتباع ما يلي :

تناول كميات أقل من اللحوم والإكثار من الخضروات

النظام الغذائي الذي يميل للنظام النباتي هو وسيلة جيدة لزيادة تناول الألياف وكذلك التقليل من كميات الصوديوم والدهون غير الصحية المشبعة، والتي يسببها الافراط في تناول منتجات الألبان واللحوم بشكل مفرط.

خاصة وإن كانت أنواع مصنعة أو منخفضة الجودة، حيث ترتفع نسب الزيوت المهدرجة والدهون المشبعة الضارة بصحة الجسم بصفة عامة وخاصة صحة القلب والشرايين.

يمكن تعويض ذلك بتناول الفواكه والخضروات بشكل منتظم وبكميات وفيرة، خاصة الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير والملوخية والخس والكرنب وأغلب أصناف العائلة الصليبية، وكذلك الحرص على تناول الحبوب الكاملة وتجنب تناول الحبوب المكررة او منزوعة القشر.

التي تعد نشويات بسيطة من شأنها رفع سكر الدم والانسولين بشكل سريع، وزيادة الوزن والنشاط الالتهابي في الجسم، مما يؤدي إلى فشل محاولات السيطرة على ارتفاع ضغط الدم المزمن.

كما يجب الحرص على تناول البروتينات الخالية من الدهون مثل الأسماك أو الدواجن أو التوفو، واللحوم الحمراء خالية الدهن بشكل معتدل، وكذلك البقول كالفاصوليا واللوبيا والعدس والفول وغيرها، أما الدهون يجب أن يحصل الجسم عليها من مصادرها الطبيعية عالية الجودة أو الغير مشبعة مثل:

  • المكسرات والفول السوداني.
  • زيت الزيتون.
  • السمن البلدي.
  • الافوكادو.

تقليل تناول الصوديوم الغذائي من الأطعمة

وتظل الطريقة الأفضل لتقليل تناول الصوديوم هي طهي الأطعمة الطازجة بشكل متكرر، على أن نتجنب تناول الوجبات السريعة، والأكل بصفة مستمرة خارج المنزل وكذلك الأطعمة المعلبة أو المحفوظة، والتي تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم، حيث انها أحد أهم وسائل حفظ الأطعمة.

تناول الحلويات بشكل مقنن

من المعروف أن الأطعمة والمشروبات عالية المحتوى السكري تحتوي على سعرات حرارية عالية، كما أنها تفتقر إلى المغذيات الدقيقة، لذا يُطلق عليها السعرات الفارغة، ويمكن تعويض ذلك بتناول الفاكهة الطازجة أو كميات صغيرة من الشوكولاتة الغامقة.

وفي حالة الرغبة في تناول الحلويات المعتادة، يجب تناولها بعد الوجبة الكاملة بساعة على الأكثر، حتى يمكن السيطرة على كمياتها نتيجة الشبع، أما في حالة تناولها أثناء الجوع يصعب السيطرة على الكميات.

أقرأ عن الأمراض المزمنة وعلاقتها بامراض العين

أقرأ عن اعتلال الشبكية السكري

أقرأ عن التهاب المفاصل

أقرأ عن  مشاكل القلب والأوعية الدموية

أقرأ عن نزيف المخ

أقرأ عن مرض السكري وأنواعه

أقرأ عن أنواع الأمراض المزمنة

أما إذا كان لديك تاريخ عائلي لبعض أمراض القلب، فيجب قياس ضغط الدم بصفة منتظمة، وذلك لتقليل حدوث المضاعفات والتشخيص المبكر لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن، وقتها قد يوصي الطبيب بفحص ضغط الدم على الأقل مرتين في السنة لترصد المرض، وترصد حدوث أي مضاعفات صحية محتملة.

وخلاصة القول يجب على مرضى ارتفاع ضغط الدم المزمن المتابعة المستمرة؛ لتحمي نفسك من المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها وتضر بصحة القلب والجسم عند إهمال الحالة وتدهورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى