أخبارمنوعات

كيف تغنت أشعار القدامى عن حلويات شهر رمضان؟!

لشهر رمضان طابع مختلف ومذاق خاص، ورغم أنه مع مرور الزمن اندثر الكثير منها، إلا أن الإقبال على تناول الحلويات يتجلى بوضوح طيلة هذا الشهر، ويظن الكثير من الناس بالخطأ، أن الحلويات في شهر رمضان ما هي إلا أمور حديثة لم يعرفها المسلمون في مختلف أنحاء الوطن العربي إلا من فترة قصيرة. لكن على عكس المتوقع فالحلويات تعود إلى العصور الوسطى ومنها ما يعود إلى ما هو أبعد. فالعرب والمسلمون هم من عرفوا أوروبا بالسكر وأهميته في كونه يمنحهم الطاقة والدفء دون أي سكر بالخمور. لذلك كان للعرب السبق في صناعة مختلف أنواع الحلويات. حتى إن الشعراء العرب تحدثوا عنها بالشعر وصفا ومدحا. وإليكم الآن أهم ما قاله الشعراء العرب القدامى في وصف حلويات رمضان في الماضي.

ما هي أشهر الحلويات الرمضانية؟

البسبوسة وإن كان يتم طهيها في شهور أخرى بخلاف الشهر الفضيل، لكنها تتمتع بمكانة خاصة بين الحلويات في هذا الشهر خاصة في مصر. هناك أيضا القطائف والكنافة. كما أن المغرب تشتهر بالشباكية. هناك أيضا العصيدة في السعودية والتي تعود للعصور الجاهلية. بالإضافة إلى المعمول في بلاد الشام. هذا وفي الكثير من البلاد العربية يمكن تناول بعض الحلويات الغربية في الشهر الكريم مثل الكيك وما نحوه.

لماذا ارتبطت الحلويات بالشهر الفضيل في الوطن العربي؟

ويرجع ارتباط الحلويات بالشهر الفضيل ربما كمظهر أساسي من مظاهر الاحتفال بهذا الشهر. ففي الكثير من المناسبات في مختلف أنحاء العالم، نجد أن الشعوب التي تحتفل بها تربطها بالعديد من مظاهر الاحتفالات المتنوعة والتي على رأسها جميعا أصناف الطعام. فعيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية يرتبط بتناول الديك الرومي على سبيل المثال.

كذلك ربما يرجع ارتباط الحلويات برمضان لكونه هو شهر الصيام الذي يمتنع فيه الناس عن الطعام والشراب. وبالتالي يحتاج الناس إلى أطعمة ذات سعرات حرارية عالية لتعويض هذا الامتناع خلال ساعات النهار. وبالطبع الحلويات هي الخيار المناسب لذلك كونها مرتفعة السعرات وتقدم للجسم كميات مرتفعة من الطاقة لكميات السكر الكبيرة التي بها.

شعر القطائف والكنافة! أشهى حلويات رمضان

وقد قال أحد الشعراء في ذلك:

ألذ شئ في الصيام

من الحلاوات في الطعام

ومن أشهر هذه الحلويات: القطائف والكنافة، وعليه فمن أجمل ما قيل في وصف القطائف قول الشاعر أبي هلال العسكري:

كثيفة الحشو ولكنها

رقيقة الجلد هوانية

رشت بماء الورد أعطافها

منشورة الطي ومطوية

كأنها من طيب أنفاسها

قد سرقت من نشر ما رية

جاءت من السكر قضية

وهي من الأدهان تبرية

وقال أيضا سيف الدين بن قزل المشد في وصف القطائف:

وقطائف مثل البدور أتت

لنا من غير وعد

فحسبتها لما بدت

في صحنها أقراص شهد

كيف وصف الشعراء الحلوى الرمضانية؟

وفي الكنافة يقول شهاب الدين الهائم:

إليك اشتياقي يا كنافة زائد

ومالي غناء كلا ولا صبر

فما زلت أكلي كل يوم وليلة

ولا زلت منهلا بجرعائك القطر

والمراد بالقطر ما تسقي به الكنافة من العسل والسكر الذائب.

هذا وقد تغنى الشاعر أبو الحسن الجزار بالكنافة قائلا:

ما لي أرى وجه الكنافة مغضبا

ولولا رضاها لم أرد رمضانها

ترى اتهمتني بالقطائف فاغتدت

تصد اعتقادا أن قلبي خانها

ولا تفوت الإشارة إلى أن من الحلويات الرمضانية الزلابية، رغم أن الشعراء لم يكثروا في وصفها.

وقد وصف الشاعر ابن الرومي الزلابية والطباخ الذي يقليها قائلا:

رأيته سحرا يقلي زلابية

في رقة القشر والتجويف كالقصب

يلقي العجين لجينا من أنامله

فيستحيل شبابيكا من الذهب

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى