أخبار

حصلت على الابتدائية عندما أصبح عمرها قد تعدى الثمانين!!! قصة الحاجة زبيدة المصرية

حصلت على الابتدائية عندما أصبح عمرها قد تعدى الثمانين!!! قصة الحاجة زبيدة المصرية

البداية كانت في قرية دكما بمحافظة المنوفية في مصر حيث ولدت وعاشت السيدة زبيدة عبد العال علي الصعيدي المعروفة باسم الحاجة زبيدة. والتي قررت أنه لن يثنيها عن شيء التعلم والحصول على الشهادة حتى وإن كان هذا الشيء هو عمرها. فمن كلمات هذه السيدة الجميلة: “العلم عز ونور، والجهل شدة”. ورغم كونها قد بدأت مشوارها التعليمي في سن الشيخوخة تقريبا، وهو ما يعني ضعف صحتها وجسدها، بل وقد كان الفصل الدراسي يبعد عن منزلها ما يقارب الكيلو متر ونصف، إلا أن ذلك لم يثنيها عن الحضور هناك. لنجدها تقطع هذه المسافة مشيا على الأقدام يومين في الأسبوع. وذلك حتى تنال العلم والتعليم اللذين حرمت منها وهي صغيرة. لتصبح الأكبر عمرا في تلك الفصول. بل وتصبح حاصلة على الشهادة الابتدائية في عمر يتجاوز الثمانين. بل وقد قررت أن تكمل تعليمها حتى النهاية. إنها قصة رائعة من الكفاح والحياة التي لا يمكن أن يصل إليها أي يأس. وإليكم الآن أهم ملامحها عبر السطور القليلة القادمة.

حرمان من التعليم

في صباح يوم ربيعي جميل ارتدى الأب ملابس العمل استعدادا للذهاب إليه، وارتدى أبناؤه الصبيان ملابس المدرسة استعدادا للذهاب إليها. أما زبيدة وأخواتها فجلسن مع والدتهن في المنزل يساعدنها في أعمال التنظيف والترتيب والطهي.

وعندما حل المساء اجتمعت الأسرة للحديث وتناول العشاء، فجلست زبيدة مع أخوتها لتستمع لحديثهم عن المدرسة والدروس، وتشاهد كتبهم الملونة ودفاترهم وأقلامهم.

زبيدة: يااااااه …. ما أجمل هذه الدروس! وما أروع هذه الكتب! أبي أريد أن أذهب إلى المدرسة مثل أخوتي، أريد أن أقرأ مثلهم هذه الكتب.

الأب: هاهاها! الفتيات يا حبيبتي ليس عليهن تعلم القراءة والكتابة، ولكن عليهن تعلم الأعمال المنزلية فقط.

زبيدة: ولكن يا أبي، أريد أن أتعلم لأعرف الأرقام والحروف، لأعرف كيف أحسب وأكتب.

الأب: لا … التعليم للصبيان فقط حتى يستطيعوا العمل وتأمين قوت أسرهم، وأما الفتيات فمكانهن البيت، يتعلمن فيه التنظيف والطهي.

زبيدة: ولكن … ولكن يا أبي، أريد أن أتعلم، أرجوك، أريد أن أذهب إلى المدرسة.

الأب: قلت لا. والآن لننته من هذا الحديث المزعج،ولنتناول العشاء في هدوء.

شعرت زبيدة بالحزن من كلمات والدها، وأغرورقت عيناها بالدموع، ولم تكن سعيدة في ذلك المساء أبدا.

وبعد أيام كثيرة وشهور طويلة … توفي والد زبيدة، وحزنت عليه جدا، وقررت أن تساعد أخواتها على الذهاب للمدرسة ليتعلمن ويعتمدن على أنفسهن.

وعندما تزوجت وأصبح لديها أبناء حرصت على تعليم الجميع، البنات والأولاد، حتى إنها كانت تبيع بضائع بسيطة أمام مدرستهم لتتابعهم.

الحاجة زبيدة ومحو الأمية

وبعد سنوات وسنوات … كبرت زبيدة، وكبر أبناؤها، وأصبحت جدة، وعلى الرغم من كل تلك السنوات إلا أنها لم تنس حلمها بالتعليم.

وذات يوم سمعت الجدة زبيدة عن افتتاح فصول دراسية لمحو الأمية.

زبيدة: سأسجل في هذه الفصول، فليس هناك ما يمنعني من التعليم الآن.

قدمت الجدة أوراقها للتسجيل، وتم قبولها في أحد الفصول، ولأنها كانت أكبر الطلبة سنا فقد عرضت عليها معلمة الفصل أن تحضر لمنزلها وتدرسها، لأن الفصل يبعد عن منزلها مسافة طويلة، ولكن كان للجدة رأي آخر.

الجدة زبيدة: أشكرك جدا يا بنتي على هذا العرض، ولكني سآتي إليك أينما كنت، ولا تهمني المسافة الطويلة، فقد كان حلمي منذ الصغر الجلوس على مقعد الدراسة، وها هو سيتحقق قريبا.

الحاجة زبيدة تحصل على الشهادة الابتدائية بعمر يتجاوز الثمانين

وهكذا واظبت الجدة على حضور فصل محو الأمية، واجتهدت وثابرت لتحقق حلمها أخيرا، وتحصل على الشهادة في يناير من عام 2023، وهي في عمر 87 عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى